يا اوباما ، من يتغوط في الطرقات هو المسؤول عن تنظيفها
يا اوباما ،، من يتغوط في الطرقات هو المسؤول عن تنظيفها !
يجتمع العالم اليوم بقيادة امريكا من اجل ايجاد صيغة مشتركة للقضاء على داعش ، وذلك بجمع الجيوش والسلاح والاموال التي اثبتت فشلها في الماضي القريب .
فداعش هي فكر مشوه لا يُقاتَل بل يُحارَب بفكرٍ نَيّر .
فهم بذلك كمن يعالج سرطان الجلد بعملية تجميل لازالة البثور والطفح من عليه ، ليعود ذلك الخبيث ويظهر بعد اسابيع قليلة .
ما هي ألآلية للقضاء على ذلك الفكر ؟
هناك ثلاث دول اسلامية كبرى ، غنية ومتصدرة لمشهد الاسلام السياسي ، وشديدة التأثير في مساره العالمي ، واحدة منها فقط من بيدها مفاتيح الحل الجذري والنهائي .
هم :
1- تركيا
2- ايران
3- السعودية
فمن منهم اكثر تأثيراً فيما يخص القضاء على ارهاب الاسلام السياسي ( فكرياً )الذي يتمثل اليوم بداعش ؟
لنبدا اولاً بتركيا ، تركيا هي دولة علمانية بامتياز منذ ان قضى قائدها ومؤسسها المرحوم اتاتورك على الدولة العثمانية ، دولة الظلم والظلام والتأخر ، لذلك فهي حديثة عهد بالاهتمام بذلك النوع من الاسلام ، ذلك الاهتمام الذي لا يتجاوز العقد من الزمان ، اي منذ ان وصل ذلك الاخونجي اردوكان الى السلطة وبدأ برعاية ذلك المسخ الدموي الاسلامي .
اذن ليس من معتقد الدولة التركية الحديثة رعاية الاسلام السياسي .
ثانياً ايران ، والتي هي دولة إسلام سياسي اصولي بامتياز ، وليست حديثة عهد به بسبب انقلابها على نظام الشاه العلماني منذ حوالي الثلاثة عقود ونصف ، بل هي مُكَملة لدولة الاسلام السياسي الصفوي الذي بدأ منذ اكثر من خمسة قرون على يد اسماعيل شاه صفوي الاردبيلي التركي السني اصلاً ، والذي تشيع َ بعد فشله امام منافسه الاكبر الدولة العثمانية في السيطرة على العالم الاسلامي كلياً ، فأرتأى ان يتنازل عن امارة الكل الكبيرة ويقبل بإمارة الجزء الصغيرة من ذلك العالم الاسلامي ، وهي إمارة العالم الشيعي من خلال التنازل عن مذهبه وتبني مذهب التشيع ، وتلك القصة المعروفة وهي طلاق زوجته وارجاعها حسب المذهب الشيعي .
فايران اليوم هي توسعية طموحة كطموح مؤسسها الاول . ونراها تتدخل في الكثير من الدول الاسلامية كلبنان والعراق واليمن ، وحتى في بعض دول افريقيا وآسيا ، ولها ايضاً خلايا نائمة في دول اوروبا وامريكا ،
وكذلك بيدها المال والنَفَس الطويل ، ولكنها تفتقر اكثر مما تمتلك ، بسبب كونها شيعية المذهب ، ونسبة التشيع في العالم الاسلامي قليلة اذا ما قورنت بنسبة عدد المسلمين السنة .
الاسلام السياسي المتبني للارهاب العالمي هو وهابي المذهب ، امثال القاعدة والنصرة وجند الله وبطل الساعة داعش .
فهذا سبب كبير على عدم قدرتها القضاء على ذلك الورم الخبيث فكرياً ، وهناك سبباً آخر لا يقل اهمية ، وهو ان الغرب وبالخصوص امريكا تَعتَبر ايران من الدول المارقة ، لذلك فهي لا تريدها شريك مع “الاسرة الدولية” للقضاء على داعش .
فلم يبقى سوى ثالثاً وهي السعودية ، المملكة العربية السعودية هي دولة قامت على الاصولية الاسلامية منذ اكثر من ثمانية عقود .
وكذلك هي تتمتع بعلاقات دولية حميمة مع جميع دول العالم الحر .
فهي تتبنى كدولة وكعائلة مالكة المذهب الوهابي الذي بني على افكار شيخ الاسلام ابن تيمية ، المتشددة والمتعصبة تجاه باقي مذاهب المسلمين جميعها ، وبما ان الناس على دين ملوكهم، اصبح اغلب الشعب السعودي الكريم يتعبد بهذا المذهب المتشدد ، الذي فرض عليهم لباس خاص ومزاج خاص في التعامل مع المرأة و غير المسلمين ، بل وحتى مع المسلمين من غير اتباع مذهبهم ، وكذلك معتقدات شديدة التطرف فيما يخص التوحيد تُخالف اجماع المسلمين .
كل هذا الكبت والتوتر والشحن العصبي خلقوا جواً ملائما لولادة تيارات شديدة التطرف لا تؤمن بالحوار ، بل بالسيف من اجل تغيير المجتمعات واجبارها على تبني فكرهم الشاذ وعقيدتهم المنحرفة .
فما ان بدأ النفط يتدفق وتأتيهم وارداته بدأوا بالاهتمام بالمدارس الدينية واطلقوا العنان لها واغدقوا العطاء لشيوخ ذلك المذهب المتشدد ، وكلما ارتفعت اسعار النفط ازداد عدد تلك المدارس ، ليس فقط في المملكة فحسب بل وخارجها ايضاً ، مستغلين فقر اغلب شعوب العالم الاسلامي ، كون غايتهم لم تكن اسلمة المجتمعات البوذية او المسيحية او الهندوسية ، بل نشر مذهبهم بين المجتمعات المسلمة من المذاهب الاسلامية المختلفة ، والتي هي مجتمعات مسالمة في طبعها .
مستغلين وجود بيت الله الحرام عندهم ، والذي ساعدهم كثيراً في مهمتهم الدعوية المذهبية .
فذهبوا الى شرق آسيا وفتحوا المدارس في الهند والباكستان وبنكلادش وتايلاند والفليبين ، وذهبوا الى افريقيا من الشمال الى الجنوب مبشرين بذلك المذهب الجديد ، وكذلك دخلوا العالم الغربي المسيحي في اوروبا وامريكا واستراليا وكندا ، ليلاحقوا المسلمين اللاجئين هناك والفارين من ظلم وتبعات دولهم وانظمتهم الاسلامية ، حاطين رحالهم في دول الغرب ، ينشدون الرزق والسلام والامان من خلال عَرَقهم وابداعاتهم التي اثروا بها تلك المجتمعات المسيحية التي رحبت بهم وآوتهم .
ليخرج منهم اطباء كبار وفلاسفة ومهندسين وعلماء في شتى المجالات ، ولكن لم تتركهم تلك الموجات الوهابية آمنين في غربتهم ، فهي سيطرت على اغلب مفاصل حياة المسلمين هناك ، من خلال الاموال الطائلة التي صرفتها في سبيل تلك المهمة الطائفية .
كل ذلك ومن خلال ما يقارب الاربع عقود من الزمن ، اثمرت افكاراً اسلامية مشوهة وغريبة حتى على المسلمين انفسهم ، ليولد من رحم تلك الافكار وليدهم البكر القاعدة الارهابية بزعامة السعودي اسامة بن لادن .
وبوجود تلك الحاضنات الشعبية التي وفروها ، انجبت القاعدة من رحمها الملوث منظمات ارهابية عدة ، منها طالبان في افغانستان ، وبوكو حرام في افريقيا ، والنصرة في سوريا ، وابو سياف في الفلبين ، واحزاب ومنظمات ارهابية اخرى كثيرة لا حصر لها ولا عدد ، حتى ذاع سيط احد اوغادها المسمى بداعش ، ليفتك في بلاد المسلمين الفتك الاكبر ، اليوم في سوريا والعراق ، وغداً ربما سيعود الى حضن الدولة الوالدة من اجل اصلاحها !
اذن فالسعودية هي اليوم وبلا منازع من يمتلك مفاتيح تدمير تلك ألآلات الفتاكة ، كونها صُنِعت في مختبراتهم ومصانعهم التي يسمونها بالمدارس والمساجد ودور العلم الخ.
فالتدمير يبدأ على يد تلك العائلة المالكة من خلال تفكيك فكر ابن تيمية الذي بنى محمد بن عبدالوهاب مذهبه الشاذ عليه ، ( هذا ان استطاعت ، وإلا على يد حُكام جدد ) ونقض معتقداته المتطرفة بفكر الاسلام المعتدل والمتسامح مع الجميع .
وكذلك دحر فكر السلفية الجهادية التي تدينت بنفس ذلك المذهب الدخيل ، من خلال التعاون مع المعتدلين من علماء الازهر الشريف ، وجعله المرجع الاسلامي الوحيد لجميع المسلمين .