التشيع السياسي و”القاعدة”.. وجهان لعملة واحدة
التشيع السياسي و”القاعدة” هما في الواقع افراز هجيني للمذهبين السني والشيعي، وهناك من التشابه الكبير فيما بينهما لدرجة انهما يصِلان الى التحالف في بعض المواطن، على الرغم من أن العداء والقتال فيما بينهما على اشده، فالاثنان يحاربان التصوف السلمي والانساني الذي محوره حب جميع البشر ولا فرق بين الاديان والاجناس، بل ويحبون حتى الحيوان، وكذلك الاثنان مبنيان على مبادئ توأمة، ظاهرها هو العداء الشديد والعلني لامريكا ولاسرائيل ولاوروبا والعالم المتقدم باسره، وكراهية الاديان الاخرى على الرغم ما يدعونه من الاتزام بالقرأن الكريم (لا اكراه في الدين) و(لكم دينكم ولي دين) ومحاربتهما لهم جميعاً، فالكوري هو هدف والياباني هدف، والبرازيلي هدف، وحتى التركي هدف، بل وكل ما ينتمي للبشرية فإن لم يكن معهم فهو هدف لسهامهم، وكل ذلك رأيناه متجسداً في العراق بعد التغيير، وهنا يمكن تعريفهما بالجناح العسكري للمذهبين، فعندما يتشدد السني ويسمو في ذلك التشدد نراه يقترب فكرياً من القاعدة، فيصبح فظاً غليظاً، انتحرت فيه البسمة الى الابد، وان تراه يوماً ضاحكاً، والعياذ بالله، فهذا حرام، فهو لا يتكلم إلا بالعربية الفصحى، وجل كلامه يصبح روايات واساطير من الماضي السحيق تشم منها الكراهية والغيظ على الآخر، لانه يكره نفسه فكيف نتوقع منه حب الآخرين، لذلك تكون الخطوة الاولى في مسيرته الجهادية هي تكفير الآخر، سواء لغير المسلمين او المسلمين المخالفين لرأيه من الشيعة او الغالبية العظمى المعتدلة من السنة، وتراه منهمكا دوماً ب
على اخراج الروايات التي تؤيدي إلى التفرقة وبث روح الكراهية للآخر، ومع شديد الاسف، كُل هذه الترهات تنسب الى الرسول الكريم (ص) وصحابته الابرار(رض)، وتراه يتحسر على كل شيء ماضٍ، ويكره الحاضر ويكره التقدم والمدنية، وتراه يلبس كأنه ممثل في فلم من افلام الرسالة المحمدية، الثوب الابيض وغطاء الرأس وما شاكل ذلك، علماً بأن هناك حديث شريف يقول (خير لباس لباس اهل زمانه) وان لم يتمكن بسبب ارتباطه بعملٍ او وظيفة ما، فمن الضروري ان يكون لباسه العصري رثاً خلِقاً ولحيته طويلة وشعثاء، تملؤها القشرة وبقايا الطعام، وإن تعطر فبعطرٍ “حلال”إن شممته سيصيبك الصداع يومين كاملين، لان العطور الفرنسية حرام. وان لم يتعطر فتلك هي الطامة الكبرى.
و لا يحلم سيادته في ان يصبح يوماً طبيباً ليعالج البشرية او ليكتشف دواءاً لمرضٍ عضال، بل ليسافر الى افغانستان ليلتحق بركب المجاهدين، فالجهاد حسب ما يُنقل له من “اشياخه” هو القتال في سبيل الله، أُولائك المشايخ الذين لا يفقهون شيئاً عن الجهاد الاكبر في الاسلام ألا هو جهاد النفس، وهو العلاقة مع الزوجة والاولاد والاهل والجيران وزملاء العمل، ونسوا ان الدين هو المعاملة.
وتطور ذلك الإعِوجاج الى العمليات الانتحارية في اوروبا وامريكا الشمالية والاتينية وافريقيا، وادخال الرعب في قلوب تلك الشعوب بعد ان ارعبوا اهلهم من العرب والمسلمين، وكل هذا بأسم نبي الرحمة (ص) الذي تكال له الشتائم والإهانات بسبب تصرفهم المشين.
اما اتباع التشيع السياسي إذ التشيع الحقيقي والناصع منه براء، كتشيع الشيخ المفيد والشريف الرضي، اوُلائك الاعلام الذين اندثرت آثارهم الانسانية بسبب تغول ذلك المذهب الدخيل، الذي هو كالوهابية المتطرفة بالنسبة للسنة.
فماذا اذكُر؟ فانا والله وإن كنت قد ذَكَرتهم انفاً ولكن ساكرر القول، فهم كذلك لهم بدل القرآن قرآنين ! تعبد من دون الله، ملايين الروايات الموضوعة والهزيلة والدخيلة على التشيع، من امثال سبّ الصحابة الاجلاء وامهات المؤمنين (رض) من ازواج الرسول (ص) بطرق فاضحة ومعيبة، وكذلك نؤاهم يناصبون العداء لامريكا والعالم المتحضربالرغم من انهم يستخدمون اختراعاته وطرق العلاج الحديثة، وكذلك نراهم يعادون ويكفرون كل من خالفهم سواء كانوا من السنة ام من الشيعة، وابسط دليل من آلاف الادلة، وهو من لم يعتقد بولاية الامام علي (ع) فهو كافر وليس من الاسلام بشيء، وكلها بسبب مالديهم من ترهات الروايات الهزيلة والموضوعة. بل عند الكثيرين منهم نرى الضحك من المحرمات، فيقولون انه يذهب ببهاء المؤمن ! او اذا ضحك احدهم يقول، اللهم لا تمقتنا ! كأن الله يريد ان يرى عبده عبوساً قمطريرا ! اذاً فالمشتركات كثيرة، فما يجمعهم على الشر اكثر مما يفرقهم على الخير، والادلة على شر توحدهم هي كثيرة، مثلاً عندما توحد حزب الله اللبناني أي “القاعدة الشيعية” مع قتلة الشعب العراقي من القاعدة السنية والمتشددين الاخرين، رأينا اعلامهم المتمثل في تلفزيون “المنار” السيء السمعة والذي هو احد الابواق الاعلامية لايران، يؤيد تلك العمليات الاجرامية بوصفها المقاومة الشريفة ! تلك المقاومة التي حصدت عشرات الآلاف من ارواح الابرياء في العراق، فمثلما ارسلت لنا القاعدة عشرات المجرمين، اهدى حزب الله اخوانه من شيعة العراق شيئاً لا اقل شناعةً، ألا هم الارهابيون، فأي تبرير لكل من يبعث مقاتلين الى العراق؟ “علي دقدوق” مثلاً، ماذا كان يفعل في البصرة حين القى الأمريكان عليه القبض؟ اللّهم إلا إذا قدم الى العراق كسائح ديني! وليعلم حزب الله اللبناني المتغطرس بأنه سيأتي يومٌ يصحو فيه العراقيون من كابوس السيطرة الصفوية ليحاسبوا كل من قتل وحرض على قتالهم وقتلهم، وكذلك التعاون والدعم اللوجستي من ايران لارهابيي طالبان والقاعدة وادخالهم الى العراق ليعيثوا في بلاد الرافدين فسادا بحجة افشال المشروع الامريكي فيه، وبمشاركة حليفهم في سفك الدم العراقي، طاغية سورية بشار واحتضانه لاعتى المجرمين في حق الشعب العراقي المغدور، من امثال محمد يونس الاحمد والضاري ومشعان وكثيرين غيرهم ممن قتل وحرض وساهم في قتل الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء، وكذلك تسهيل دخول الارهابيين من اصقاع الارض عن طريق سورية الى العراق خلال العشرة اعوام الماضية، وهذا ما اكدته الحكومة العراقية التي تركت التشدد لتدخل مرحلة الموالاة له فقط، اي بقلبها فقط وذلك هو اضعف الايمان!
ومن خلال قراءة بسيطة للتاريخ نرى ان السبب في كُل هذا هو ذلك الارث الثقيل الذي ورثناه من الامباطوريتين المستعمرتين للعالم الاسلامي بشقيه السني والشيعي، الاولى وهي الامبراطورية العثمانية التي كرست الطائفية لدى السنة من خلال تسيس الدين والمذهب، والثانية هي الامبراطورية الصفوية التي اسست التشيع السياسي خدمةً لمآربها الشخصية في التوسع، وما اشبه اليوم بالبارحة، فأتراك اليوم او (العثمانيون الجدد) متحالفون مع بعض المتطرفين السعوديين من الوهابيين، والتي انضم اليهم احد الخطوط في دولة قطر برفع راية الدفاع عن السنة واذكاء الفتن الطائفية، والتي ولد من رحم تلك المجموعة من الارهاب السني او ما يسمى بالقاعدة، وثانياً، نرى ايران اليوم او (الصفويين الجدد) متخذين نفس الحليف السابق لهم وهو لبنان الشيعي، واضافوا اليه بشار العلوي الذي يشن اليوم حرباً شعواء غاشمة مبيدة على شعبه الاعزل لارغامه على الخضوع له ولكن هيهات، وهكذا تولد من تلك النطفة الحرام من الارهاب الشيعي او ما يسمى بالتشيع السياسي.
فمعاً يا أيها المسلمون الأطهار فلنطهر هذا الدين الحنيف الذي طالما قلنا انه دين سمح وحنيف، ولنرجع له نبراسه، وهو السلام الذي اشتق اسم الاسلام منه، وذلك برفض اي شكل من اشكال التطرف والكراهية، وكذلك نرفض تصديق تلك الروايات المدسوسة والموضوعة من قبل الشاذين فكرياً وانسانياً والتي تشم منها رائحة التطرف والطائفية والعنف ولنعدْ للأسلام والمسلمين مهابتهم ومجدهم بعد أن لوثوه بالرغام.