الحلقة 31 جواز اكل الجيلاتين الحيواني
كثر الحديث في السنوات الاخيرة وخصوصاً في بلاد الغربة ، عن الجيلاتين الحيواني “الغير حلال” وكأن المسلمون لا ينقصهم من همومٍ ومعرفة سوى ذلك !
ما هو الجيلاتين ؟
هو مادة غذائية عادة تُستخرَج من عظام الابقار والخنازير ، بعد ان تمر في مرحلة الاستحالة .
نعم يجوز اكل الجيلاتين سواء المستخرج من عظام الابقار الغير مذكاة شرعياً ، بل وحتى المستخرج من عظام الخنزير ، كونه يمر بحالة الاستحالة .
ماهي الاستحالة ؟
هي عملية كيميائية تتحول من خلالها المادة من حالة الى اخرى ، بحيث تفقد تلك المادة جميع خواصها الاساسية ، على سبيل المثال الخل الذي يمر بمرحلة من مراحله بالتخمير ، اي يكون خمراً قبل ان يتحول الى خل ، وعندها اي عندما يصبح خلاً ، سيفقد جميع خواص الكحول المسكرة .
مثال آخر ،، لو دفنا كلبا ميتاً او خنزيراً ميتاً ومتعفناً وملؤه البكتيريا الضارة ، في كمية كبيرة من الملح (مايعبر عنه ببحر الملح) ، وتركناه لفترة من الزمن ، سيتحول هذا الكلب او الخنزير الى ملح صالح للاستهلاك البشري ، ولا وجود للمادة الاساسية وهي الكلب او الخنزير بعد ذلك وتحولها الى ملح عادي ، وهذه كذلك هي الاستحالة .
كذلك كل معاجين الاسنان تحتوي على نسب معينة من مواد تشبه الجيلاتين مستخرجة من نفس تلك الحيوانات ، والتي هي عمدة الصناعات الطبية والغذائية والتجميلية والدوائية الخ.
فهل نتوقف عن الحياة وديننا هو دين العصور كلها ؟ والله سبحانه وتعالى سهل لنا الحياة التي يريد البعض ممن امتهن الدين ، ان يصعبها علينا ويخيفنا من اجل الابتزاز المالي .
إذن يجوز اكل الجيلاتين بكافة انواعه ، سواء كان من عظام الخنزير او الابقار الغير مذكاة ، كونه يمر بالاستحالة كما ذكرنا .
واقول لكل اولائك الذين امتهنوا الدين وسموا انفسهم “بالفقهاء” ان يتقوا الله في اموال المسلمين ، ولا يفتوا بتحريم او تحليل لاسباب ربحية لهم او لمؤسساتهم المشاركة في بعض مصانع الاغذية “الحلال” !
في الديانة اليهودية لا يسمح باستعمال كل تلك الاطعمة الا اذا كان الجيلاتين المستخدم فيها (كوشر) اي الحلال ، كونهم لا يعتقدون بنظرية الاستحالة .
وكذلك المؤسسات الدينية عندهم مرتبطة ارتباطً وثيقاً بمصانع اغذية (الكوشر) ، ولها نسب كبيرة من ارباح تلك المنتوجات التي تباع باسعار باهضة الثمن .
رجاءاً ايها السادة الكرام انتبهوا جيداً ولا تصدقوا كل ما يقوله الفقهاء ، وابحثوا واطلعوا جيداً من اجل الوصول الى الحقائق ، فالحياة هي ليست فقط بحوث جيلاتينية استمرينا فيها لقرون من الزمن وسنستمر بها الى ماشاءالله ، ولكن هناك بحوث في التكنولوجيا الصناعية والزراعية وبحوث في الطب وعلم الادوية نحن في امس الحاجة اليها ومتخلفون عنها كثيراً .